هشام الهاشمي
المقالات السياسية التي تفسر القرارات الدولية تجاه سوريا بأنها ترجمة لعودة الحرب الباردة، فيها إهمال كبير عما تطور إليه النظام الأممي وعن تعدديته القطبية.
ومن جهة أخرى، كانت هناك قراءة خاطئة للجذور التاريخية التي من خلالها نفهم النظام السياسي الأمريكي الذي تطور من المنافس ثم المنتصر على الاتحاد السوفيتي إلى القطب الواحد المتحكم بالاتحاد الأوروبي والأمم المتّحدة إلى (الدكتاتورية الديمقراطية)، وتطور النظام الروسي على يد بوتين إلى ما (النازية الديمقراطية).. وبقدر ما هنالك تنافس بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، فإن ثمة تفاهم بينهما لتقاسم المصالح!!
أمريكا جاءت بفريق مختص بعمليات التتبع والاغتيالات لقتل أو أسر البغدادي، لجلب الرأي العام تجاهها بعد أن فقدت بريقها وسمعتها بسبب النزول القوي لروسيا في سوريا والعراق، ولكن ذلك لوقت محدود حتى إذا فشلت، فإنها سوف تجر قواتها للتواجد البري في العراق.
روسيا تستخدم إستراتيجية حربية تسمى “الثور الهائج والقماش الأحمر“ ضد كل أعداء الأسد على الأرض السورية، وأمريكا تستعمل إستراتيجية حرب الذباب والكلب!
أمريكا بعد الاتفاق النووي مع إيران أرادت أن تستعملها في الحرب على داعش في العراق وسوريا، وفق تكتيك “العدو العميل” ولمهام كبيرة ومفصلية في الشرق الأوسط، لكن دخول روسيا أصبح أمرًا واقعًا وبطلب سوري ورضا إسرائيل، مهمة إيران توفير المال والرجال والأجواء وحماية الأسد، ومهمة روسيا حماية إسرائيل وموضع قواعدها في الساحل السوري.
تعلمت أمريكا من تجربة الصحوات السنيّة استحالة النصر في حروب المدن والشوارع بسلاح الجو فقط، ولذا تراهن على قوات محلية، وهذه القوات من أبناء العشائر السنيّة.
روسيا وأمريكا يحاول كل منهما استدراج الآخر في إرسال قوات عسكرية برية في ميدان العراق وسوريا وهزيمتهم في حرب شوارع يجيدها التنظيم داعش والفصائل الأخرى بامتياز.
دول جوار روسيا وهي دول البلطيق التي تخشى نفوذ روسيا وتحاول اتقاء شرّها بشتى السبل، ولم تركن هذه الدول إلى انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الـناتو، بل تحاول أيضًا تحصين نفسها ثقافيًّا بالتضييق على تعليم اللغة الروسية برغم أن فيها سكانًا من الروس.
تتنازع أوكرانيا توجهات ومشارب ثقافية مختلفة، فهي بلد مسيحي ولكن ما زالت الأفكار الإلحادية والشيوعية حية فيها، وقسمها الشرقي يوالي روسيا، وقسمها الغربي يوالي أوروبا، وربما تتوجه نحو نظام فدرالي أناني لكي تحتفظ الولايات الغنية بأموالها.
الأحداث الأخيرة في البلدان على الحدود الروسية تحدٍ كبير لها، ولكن ما زال بيد روسيا أوراق ما دام اقتصاد أوروبا كما هو، وما دامت تهديدات الاتحاد الأوروبي وأمريكا لا تتجاوز المناورات السياسية.
ولكن لن تنتصر روسيا في سوريا إلا بشروط: أن لا تدمّر ما تبقى من الجيش السوري بمعارك لا طائل تحتها وهدم بنيته التحتيّة الهشة، وأن لا تَخْسر العرب السنة إلى الأبد لصالح الحركات والفصائل المسلحة، وأن لا تصر على بقاء الأسد كحل واختيار وحيد.
سيطرة إيران على قرار حكومة الأسد بعد عام ٢٠١١ أخلّ بالتوازن المجتمعي السوري وأدخل الصراع الطائفي إلى سوريا. تعاني الفصائل المسلحة في سوريا من ضعف بنيتها التنظيمية وعدم وجود جسمٍ سياسيٍّ تنضوي تحته ويضبط حركتها.
سيطرة الجماعات التكفيرية على القرار الميداني، وانقسام الفصائل بين القاعدة وداعش والقوى الإخوانية والجيش الحر يعقّد المشهد تعقيدًا كبيرًا.
ميزان القوة العسكرية في الميدان هو لصالح المرجح الخارجي والمتمثل بالتحالف الروسي الإيراني، وبشكل كبير، وإن كان ذلك لا يضمن لهم الحسم.
بدأت إيران والعراق بتعزيز القوات السورية بمزيد من القوات الشيعية المتطوعة لتساند عملياته ضد القوى السورية المسلحة. حسم المعارك في العراق وسوريا، بحاجة إلى قدرات عسكرية أكثر انضباطًا وتسليحًا، وقدرات الحكومة العراقية والسورية تعجز عن محاربة قوة لها تحالفاتها المحليّة فلا بد من مرجح خارجي، والتنسيق بين الأطراف المتعددة.
إذا افترضنا أن الولايات المتحدة كانت قد اتخذت قرارًا منذ نحو سنتين يقتضي الزهد بدول الخليج وأنه لا مانع لديها من تغير طبيعة النظام فيه، فسوف يتمّ السعي إلى إطالة الصراع اليمني، وسوف يستمر القلق الخليجي وخاصة البحرين.
موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم للحكومة العراقية موقف ثابت مستند إلى رؤية إستراتيجية في استثمار إيران كشرطي المنطقة. سوف تستغل الولايات المتحدة ضعف الحكومة العراقية وحاجتها للدعم، لتحجيم الحشد الشعبي.
لعل الفرصة سنحت لإيران لإتمام التفاهم حول مشروعها النووي، حيث إنه يستبعد أن تحصل على وضع تفاوضي أفضل مما هو عليه في هذه اللحظة. في حين أن موقف الكرد سوف يكون متحفظًا ويبقي علاقته المتينة مع تركيا، إلا أنّ الوضع الكردي عمومًا سيكون حرجًا، والمتوقع أن تقوم فصائل كردية بمزاودة متعددة مع النظام العراقي وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا!
الجمعة أكتوبر 16, 2015 8:25 am من طرف Ali
» شيخ عبد الجليل النداوي يرد على رسالة شقيقة ويقف مع الحق ومع الصدر ضد ماكتبه الشيخ عبد الرزاق النداوي .
الأحد أكتوبر 11, 2015 1:46 pm من طرف Ali
» سرايا السلام.. لماذا يُعتقلون ؟! بقلم الشيخ عبد الجليل النداوي
الأحد أكتوبر 11, 2015 1:26 pm من طرف Ali
» وقفوهم إنهم مسؤولون:
الأحد أكتوبر 11, 2015 1:15 pm من طرف Ali
» السؤوال الثامن
الأحد يوليو 27, 2014 3:56 am من طرف Ali
» السؤوال السابع
الأحد يوليو 27, 2014 3:53 am من طرف Ali
» السؤوال السادس
الأحد يوليو 20, 2014 5:31 pm من طرف Ali
» السؤوال الخامس
الجمعة يوليو 18, 2014 3:18 pm من طرف Ali
» السؤال الرابع
الخميس يوليو 17, 2014 2:29 am من طرف Ali